هادي العصيمي- سبق- مكة المكرمة: "في الأولوية".. هكذا يقول الموظفون لأهالي النزهة عند مراجعتهم الجهات المعنية بعد تقديمهم سبع معاملات. عدسة "سبق" تجولت ميدانياً على الطرق التي تضررت بسبب الأمطار والسيول، التي هطلت قبل سنوات، ولا تزال على الوضع نفسه، وتحصد الأرواح والممتلكات.. وزادت معاناة الأهالي عند هطول أمطار يوم الثلاثاء قبل أسبوعين.

وتفصيلاً، تجولت عدسة "سبق"، ورصدت حجم الخسائر التي لحقت بطريق قرية النزهة – الريان، الذي يربط الأهالي بطريق الصهوة، وهو الطريق الوحيد الذي يصل ضاحية الجعرانة بالنورية، ويستفيد منه قرى شمال مكة، التي يتجاوز عددها 10 قرى.

والتقت "سبق" المواطن مطر العتيبي، أحد سكان قرية النزهة، وقال: معاناتنا ليست وليدة اليوم بل منذ سنوات ونحن نتقدم ونطالب. وكانت المعاملة الأولى عام 1432 هـ، ورقمها 84، وبها مجمل المطالبات الضرورية التي يحتاج إليها المواطن الكريم، ويتحقق بها وسائل السلامة التي تحمي الأرواح والممتلكات، وكذلك ترصيف وإنارة الطريق الذي لا يملك أدنى اشتراطات السلامة، ومشروع درء السيول.. ولكن كان الرد من مركز عين شمس في "الأولوية"، وحُفظت.

وأضاف "العتيبي" بأن المعاملة تم تقديمها لمركز عين شمس، وتحولت إلى بلدية الجموم، وكُتب عليها "في الأولوية"، وحُفظت مرة أخرى في مركز عين شمس، ثم تقدمت بمعاملة أخرى بتاريخ 15/ 4/ 1434 هـ برقم 74، وحُفظت في مركز عين شمس باستناد إلى المعاملة السابقة، حسب إفادة الموظف في مركز عين شمس. وبعد ذلك تقدمت بمعاملة تحمل المطالبات نفسها بعد تعرض الطريق لأمطار غزيرة في عام 4/ 2/ 1434 برقم ????????، وتم تحويها إلى بلدية الجموم. وقال المهندس "أنتم في الأولوية"؛ ما قادني لمواصلة تقديم المعاملات حول كثرة الحوادث المرورية، خاصة ليلاً، عند استخدام الطريق من قبل المسنين الذين لا تتضح الرؤية لهم بسبب غمر التربة من جراء السيول، واختفاء طبقة الأسفلت.

وتابع "العتيبي": تقدمت بمعاملة برقم ?????????، بتاريخ ????/ ?/ ??، إلى بلدية الجموم، نطالب فيها بالإنارة وسفلتة مشاريع درء السيول، ورُفعت إلى قسم المشاريع، وهي إلى هذه اللحظة حبيسة الأدراج. وأيضاً تقدمت بطلب إلى المجلس البلدي برقم ???، وتاريخ ????/ ?/ ??، وأُحيلت إلى بلدية الجموم برقم??، وتاريخ????/ ?/ ??، وتم تأييده من المجلس البلدي، وبعد ذلك بُلّغت من رئيس المجلس البلدي بأن طريق سيكون مزدوجاً، ومن ذلك التاريخ والطريق يحصد أرواح الأبرياء، ومن ذلك الوقت ونحن في الأولوية!

وأوضح عبدالله شرف، أحد سكان قرية الريان، أن طريق النزهة لا يزال يحصد الأرواح والممتلكات، خاصة كبار السن عند انتقالهم في الليل، واختفاء طبقة الأسفلت بسبب جريان السيول عليها مسببة تشققات، يصل عمقها لمتر ونصف المتر بعد هطول الأمطار الغزيرة كالتي هطلت يوم الثلاثاء 4/ 6/ 1436 هـ على مكة المكرمة، وتركزت غزارتها على قرية النزهة والجموم وقرى شرق وشمال مكة المكرمة؛ ما زاد من معاناة الأهالي، وتلفت المركبات، واختفت معالم الطريق أكثر من ذي قبل.

وأردف: تم الاتصال على طوارئ أمانة العاصمة المقدسة والشكوى لهم حول طريق قرية النزهة، وسُجل الطلب برقم البلاغ ?????، وكذلك رقم ?????. وعند الاستفسار قال الموظف "راجع بلدية الجموم"، ولكن لا حياة لمن تنادي.. ماذا نفعل؟ أنترك منازلنا؟ ألسنا مواطنين، تكفل لنا الدولة حقوقنا ومطالبنا مثلنا مثل أي منطقة بها سكان؟.. لا إنارة، ولا أرصفة، ولا سفلتة، ولا مشاريع تحمينا من السيول الجارفة.. ما أقل إلا حسبي الله ونعم الوكيل.

وفي الختام قال "شرف": إننا متفائلون بعد تولي مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، للنظر في معاناتنا التي تضرر منها الصغار قبل الكبار. ومستفيدو هذا الطريق أكثر من عشر قرى، فيما تجاهلت الجهات المعنية مطالباتنا بعدما طرقنا الأبواب بالطرق النظامية والرفع للجهات المعنية، ولكن صُدمنا من ترديدهم كلمة "في الأولوية" في كل مرة نسأل عن أرقام المعاملات وما الإجراء المتخذ عليها، وما رأينا أولوية بل رأينا مماطلة وهضم حقوق الأهالي في أبسط حق من حقوقهم بالمحافظة على الأرواح والممتلكات بطريق النزهة، الذي حصد أرواح الأبرياء.








أكثر...