تختلف شخصيّات الأطفال من طفلٍ لآخر سواء في نفس البيت أو بين العائلات المختلفة، فهناك من يشتكي أنّ طفله خجول، بينما يشتكي آخر من شقاوة طفله، وقد يشتكي ثالث من فوضوية طفله وهكذا، فلكلّ طفل سمات شخصيته لا يجب مقارنتها مع شخصية غيره من الأطفال.




الطفل الشقي هو كثير الحركة ويسبب الخراب، كما أنّه لا يحترم من حوله ولا يستمع إلى كلام الوالدين أو أي شخص آخر، ولا يستطيع الجلوس في مكانه لفترةٍ طويلة، لذلك فشخصيته من أصعب الشخصيات التي تتواجد لدى أي عائلة لأنه يسبب لها الكثير من الانزعاج والضيق خاصة إذا كانوا في السوق، أو المتنزه، أو في زيارة عند أحد من الأصدقاء.
فما هي طرق التعامل مع الطفل الشقي؟


لا تصرخ أبداً في وجه الطفل
سواء في البيت أو أمام الناس، لأن هذا من شأنه أن يسبب العقد النفسيّة للطفل لاحقاً، كما أنّه من الخطأ الصراخ في وجه الطفل إذا خرّب في البيت والتزام الصمت عند الناس ، فالطفل مخلوق ذكي وليس كما نظن أنّه لايستوعب ماحوله، فعندما يلاحظ فرق التعامل معه سيستغل وجود ناس أو الذهاب عند الناس ليمارس شقاوته، والحل الأمثل هو محاولة الحديث مع الطفل بكل هدوء بأن ما يفعله خاطىء وسيسبب له الضرر ولمن حوله أو أنه سيزعج الناس ويجعلهم يغضبون منه.
استخدام أسلوب الثواب والعقاب
استخدم هذا الأسلوب في التعامل مع الطفل الشقي، كمكافأته عند التزامه الأدب أو البقاء لفترة هادئاً دون إحداث أي فوضى وتخريب، ومع الوقت ستزداد المدة لأنه يبدأ يعتاد على ذلك، وعقابه بحرمانه من الخروج للعب أو من الأشياء التي يحبها في حال تصرّف بطريقة خاطئة.
استخدام كرسي المشاغبين
استعمال كرسي المشاغبين عند فقدان السيطرة على الموقف، وهو عبارة عن كرسي أو منطقة خالية من وسائل الترفيه والألعاب يتم إجبار الطفل على الجلوس فيها مدة خمس دقائق حينما يشاغب، وينبغي التنويه أنه في حال لم يلتزم الطفل بالعقاب يجب إرجاعه إلى الكرسي مرة أخرى، وإذا لم يهتم بالعقاب ينبغي زيادة الوقت مع مراعاة ألا تتجاوز مدة العقاب ربع ساعة، لأن نسبة عالية من الأطفال يتجاوبون مع والديهم أثناء هذه المدة، كما يجب مسامحة الطفل عندما يتأسف، وقبول اعتذاره وغمره بمزيد من الحنان كتقبيله أو حضنه.
إشعار الطفل أنه كبير
يجب أن يكون كوالده إذا كان ذكراً أو تكون كوالدتها إذا كانت أنثى، فالأطفال في المراحل الأولى من عمرهم يحبون التقليد وخاصة تقليد الوالدين، وهنا يجب على الوالدين الحذر في تصرفاتهم أمامه لأنهم قدوته في أي تصرف لهم.
حاول استغلال طاقة الطفل
هناك ألعاب قد تمتص الطاقة الزائدة لديه، أو من خلال إعطائه مهمة ترتيب غرفته أو مشاركة إخوانه في الأعمال المختلفة، وفي حال كان الطفل فوق الخامسة من العمر يمكن إشراكه في نادٍ رياضي لممارسة الألعاب التي تستهلك طاقته الزائدة وتعوده على النظام والانضباط، فالطفل يشعر بالفخر إذا مدحه مدربه أمام والديه أو أمام زملائه ..
كما يجب الابتعاد عن استخدام أسلوب الضرب والتوبيخ عند التعامل مع الطفل، حيث يؤدي ذلك الأسلوب إلى نتائج سلبية ولا يعلّم الطفل الصواب، كما أنّه يزيد شقاوته ..
الحرص على أن تكون نبرة الصوت معتدلة
احرص على التحدث بنبرة معتدلة عند الحوار مع الطفل كي لاتزيد شقاوته، حيث إن خفض الصوت يقلل قيمة وأهمية الموضوع، كما أنّ الصراخ يفقده الثقة بنفسه، لذلك يجب التحدث إليه بحزم وبصرامة وبصوت جاد ومعتدل ..
اتبع أسلوب القائد
لجعل أطفالك يتوقفون عن اللعب والخلود للنوم، بإمكانك أن تلعب معهم لعبة اتبع القائد، فتكون أنت القائد وعلى صغيرك أن يتبعك، ولجعل الأمر ممتعاً: سر بطريقة غريبة وقم بقفزات ووثبات مفاجئة على طفلك أن يكرّرها من بعدك ..


رأي أهل الاختصاص:
المرشدة النفسية رانيا. ق قالت: الشقاوة ليست غريزة عند الطفل كما تتصور بعض الأمهات، إنما هناك الكثير من الأخطاء الشائعة في التربية تجعل الطفل عنيداً وشقياً، فبعض الأطفال لديهم طاقة أكبر من أطفال آخرين، وهنا لابد للأهل أن يوظفوا هذه الطاقة في أمور إيجابية كالرياضة مثلاً أو أية هواية يفضلها الطفل، كما يجب على الأهل اللجوء إلى العقاب المعنوي بدلاً من الضرب الذي يولد لدى الطفل مشكلات واضطرابات نفسية ففي العقاب المعنوي يصل الأهل إلى النتيجة الأفضل .
وأخيراً نقول:
لايخلق طفل شقي وإنما أسلوب التربية المتبعة من الوالدين هما السبب، لذا لابد أن نكون حذرين ونتبع الأسلوب الأمثل في التربية لنجعل أطفالنا ينشؤون النشأة التي نريدها لهم وأن نبتعد عن مشاركة المقربين لنا في تربيتهم كالجد أو الجدة مثلاً لأن عاطفتهم هي من تقودهم.