الحوت الأزرق من أكثر الحيوانات غموضاً. ومازالت الحقائق العلمية عن هذا المخلوق البحري شحّة. حيث أن الحوت الأزرق يقضي قليلاً من الوقت على سطح البحر، ولا يعلم العلماء من أين أتى أو إلى أين يذهب، ويلاحظوا وجودة في أماكن محددّة أوقات مواسم الأكل المتعارف عليها.

YouTube

يبهرك صنع الخالق في أنّ الحوت الأزرق من أكبر المخلوقات الحيّة الحيوانيّة الموجودة على الأرض حتى الآن، حيث أنه تقريباً بضعف حجم أكبر الديناصورات المكتشفة، كم لك أن تتخيّل أن الحوت له قلب بحجم السيّارة!


و يعزى كبر حجم هذا المخلوق إلى قوة الطفو الموجودة في الماء، حيث أن قوة الجاذبية الموجودة على اليابسة هي إحدى العوامل التي تحدّ من النمو المتزايد، بينما قوة الطفو المعاكسة لإتجاه قوة الجاذبية هي ماتجعل الحيوانات البحرية أضخم وأكبر من أحجام مخلوقات اليابسة.

حتّى نهاية الستيّنات، واجهت الحيتان خطر الإنقراض بدايةَ من القرن الـ19، حيث كانوا البشر يصطادوهم بكثرة للإستفادة من عظمة فك الحوت، والتي تعرف باللغة الإنجليزية بـ Baleen. ولأن عظمة فك الحوت مرنة وفي نفس الوقت قوية جداً، فهي إستخدمت في صنع الأزياء، كمشدّات الخصر النسائية.

دورة حياة الحوت الأزرق قرابة الـ 90 عاماً، وهو ليس حيوان تغلب عليه صفة الإجتماعية ويتجنّب العزلة، حيث تم ملاحظة أنّه يحب الصيد مع زوج حوت أزرق آخر.
مع ضخامة هذا الكائن، لك أن تتخيّل حجم صوته عندما يتحدّث، فهو أعلى ضجيجاً من إن كنت بجانب محرك طائرة نفاثة تعمل بكامل طاقتها، حيث أنّه يمكنه التواصل مع غيره من على بعد 800 كيلو متراً، وهي تقريباً مساوية للمسافة بين مدينة جدة والرياض.

أكل الحوت تقريباً 4000 كيلو من الأكل كل يوم، ووجبته الأساسية هي الكريل. والكريل عبارة عن قشريات بحرية، متى مارأيت مجموعة كبيرة منها مجتمعة، فلك أن تحزر أن الحوت الأزرق ليس بمكان بعيد عنها. ورغم ضخامة هذا الكائن، إلا أنّه أسرع من السفن المصنّعة، مما يعني أنه يحرق أكثر من مليار سعرة حرارية كل يوم.

.أكبر تحدي للحوت الازرق هو التغير المناخي، حيث أنّ وجبته الأساسية الكريل ممكن تنقرض بسبب هذه الظاهرة، وبالتالي قلة الغذاء والمجاعة والإنقراض.