في أول ليالي أيام العيد , كنتُ اقف عند احدى الاشارات, وأنا متجهاً لإحدى المنتزهات بعائلتي الموّقرة ,
وفي المشهد الأول , طرقت إحدى السيدات نافذة سيارتي وهي تطلب من مال الله , فتحتُ النافذة وكنت قد جهّزت مبلغاً بسيطاً لإعطاءها إياه , فقالت لي ابنتي : بابا عطها اكثر مسكينه ماشروا ملابس وماراحوا ملاهي ..!!
كانت هذه الجملة من طفلتي كـ مصباح أنار بصيرتي لإعطاء تلك السيدة مبلغاً بإذن الله سيكفيها لقضاء امتع لحظات العيد ولله الحمد والمنّة ...
العيد كلمة عظيمة لاتتقلّص في شراء الجديد لك ولأبناءك , او الخروج الى منتزهات العيد , بل أنّها كلمة عظيمة تجمع الألفة والفرحة مع الاحساس بإخوة لنا لم يجدوا مايحسسهم بقيمة العيد , ومنحهم مايقدّره الله تعالى لنا ولهم ,

في المشهد الثاني قال لي أحدهم ترى اكثرهم نصابين وشركات تسوّل , فقلت له :
انني استشيطُ غضباً من جملة : تراهم نصابين , فهي تنبع من فكر بخيل ومحدود أثرت فيه وسائل اعلامية من اجل إنعاش الجمعيات الخيرية التي لاندري اين تذهب سبلها .
أفرض ان من يطلبك من مال لله كان محتاجاً فعلا !
يا أخي حتى لو أنهم نصابين فهل انت نصّاب !!؟
أنت تُعطي لوجه الله تعالى ولك الأجر والثواب ..

وما أعظم هذا القول النبويّ الشريف : ((الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء النار الحطب))حديث صحيح

عندما تخرج بعائلتك وأطفالك في ليلة العيد , وتشاهد الكثير من العائلات والاطفال يرتعون فرحاً وجذلاً في احدى المنتزهات المتنزينة ببالونات العيد , فإنك تحمد الله على ماأنعم الله به عليك من نعمة الولد,والمال.
ولكن لابدّ ان تتذكر ان هناك من حُرم تلك النعم فلا تتردد في منح من يسألك صدقة في ليلة العيد وفي اي يومٍ آخر من أيام الله التي سنودّعها يوماً ولايبقى لنا إلا ماقدمناه احتساباً ليوم الوداع ...