واس- الرياض: نال باحث سعودي من معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، براءة اختراع أمريكية نظير توصله إلى تطوير تركيبات بوليمرية مقاومة للحرارة العالية والاحتراق؛ لاستخدامها كعوازل للكابلات باستخدام الإشعاع بغرض نقل وتوطين تقنية الإشعاع في مجال صناعة الكابلات المتقدمة بالمملكة.
وتميّز الاختراع الذي نفذه الدكتور أحمد بن علي بصفر، بأنه يقلل من التكلفة المالية لصناعة الكابلات المتقدمة، حيث يمكن تصنيع المركبات البوليمرية الخاص بالكابلات بواسطة أجهزة خلط البوليمرات الروتينية، بدلاً من الطريقة المتبعة حالياً في المعالجة بعد التصنيع، والتي تحتاج إلى تكلفة إضافية ومساحات كبيرة في المصانع.
وأوضح الدكتور بصفر أن الابتكار إضافة إلى ميزته المالية، فإنه سيعالج مشكلة تدهور الخواص الميكانيكية لمركبات العوازل الخالية من الهالوجينات السامّة (HFFR) المنتجة حالياً نتيجة التركيزات العالية للغاية لمواد مقاومة الاحتراق، مشيراً إلى أنه جرى اختراع تركيبات نظيفة تتميز بنسب محدودة للدخان والمواد السامة الناتجة من الاحتراق بواسطة طريقة المعالجة الجزئية (Partial Crosslinking) لهذه المركبات.
وأكد الباحث بصفر أن الابتكار سيكون مثالياً للاستخدام في المنشآت المهمة، مثل المدارس والجامعات والمستشفيات ومحطات تكرير البترول ومحطات توليد الكهرباء والصناعات البتروكيميائية والمباني الشاهقة (ناطحات السحاب)، حيث إنه سيؤدي إلى حماية الأرواح والممتلكات في حال الحرائق - لا سمح الله -؛ وذلك من خلال إعطائه وقتا أكبر لإخلاء المبنى، مع حفاظه على محدودية الدخان والغازات السامّة المنبعثة التي تؤدي عادة إلى معظم حالات الوفاة.
وبيّن أن المركبات النظيفة الخالية من الهالوجينات السامّة والمطورة في هذا الاختراع تتميز بثبات عالٍ في الخواص الميكانيكية ومحدودية عالية في حجم الدخان والغازات السامّة، مبيناً أنها مهمة للغاية لصناعة الكابلات المتقدمة.
وأشار بصفر إلى أنه أُبرم اتفاقاً مع شركة كابلات الرياض لتطبيق تقنية هذا الاختراع في تطوير الكابلات المتقدمة النظيفة وإنتاجها في المملكة للاستخدام المحلي والعالمي، مبيناً أن التجربة ستمر بمراحل دراسة الجدوى الاقتصادية والتصنيع على المستوى شبه التجاري، ومن ثم الإنتاج على المستوى التجاري.
وتُعدّ هذه التجربة في تطبيق نتائج البحث على المستوى الصناعي تجربة فريدة على مستوى السعودية.


أكثر...